السماء تفرد جناحيّ الرعد والبرق
ويطير بين مساحاتها الطير والمطر
ونحن على الأرض
نقّبل العطاء وندعو بالرخاء
ونمدّ يدانا أنا وانت نحو الفضاء
ونملي على شفاهنا نداء الوفاء
نعيش هوانا بين قطرات الأمل
نحتضن الأماني بين
بحر السماء وبحر الأرض والأجل
ونغوص بحلمنا حتى يبللنا الكرم
ويلبسنا القدير ثياب القمر
ويلوّن لصبرنا تقادير القدر
فنرزق بالطيب
ونحصد الخير
ويطلع الفجر
وتحلّ فصول الغوى
وينهمر بقوته
عليــنا المطر ..
لو كانت حنجرتي
عزفاً يخص الغناء
لجعلتك تدمن
دندنتي طول الزمان
وما تركت لحناً
ولا همساً
يلتحم بأعماق مسامعك
سوى شجن وصالي
سوى رحيق كلامي
سوى منبت الهذيان
في صميم نبضي
ولحمي وعظامي ..
وما خذلت مطربك
الحسّي ..
وما خدعت قلبي
بغناء غيري
لعينيك وعطرك
وأمان ذراعيك ..
لو كانت حنجرتي
كذلك طرباً
وأساساً وإيقاعاً
لما ودّعت عيداً
من أعياد عشقنا
دون أن أراقصك
على أوتار إحساسي
و أشعار أنفاسي
وما استقبلت
عاماً جديدا ًمن عمرنا
إلا بأسطورة تخصك
من عمقي الفريد
وارتباطي الأجمل ، الأسير
وما مررت
بكلّ المراحل
مع عشقك
إلا واختصرت
السنين والفرح
بـ سلطنة انتهازيّة،
سحريّة ..
تنسينا كل تفصيل
مرّ علينا
وحمّلنا هماً ووجعاً
وأضاعنا غصباً وقهراً
ومع أنغامي وشاعريّتك
رجمناه بالرمح الذليل
وأجبرناه على الإستسلام
لحبّنا العالمّي
وطموحنا الأبدي
وتوّحدنا الروحي
فـ تُرخّنا بواقع الهوى
يا حنجرة الهامي
وكنزي الثمين ..
عصفورين ، عاشقين
ليس لنا بالأزمان مثيــل ..