لا تُهاتفها يا مُلهم الأدب
لتظن أنك تذكّرها
بنفحات الحب والخجل ..
تلك الجذور التي غَرزتها
ببساتين العمق منها..
وتلك الحدود التي شكّلتها
حدّ النقيد
بين خفايا السُها
ووضوح القمر..
دون إذنٍ
أو جهودٍ كالسفر..
كفيلة بتنبيه صباحاتها
وعتمات ليلاتها
بحجج انشغالاتها
ورحيل النوم عنها
دون لوم أو عتب..
مزّقي أوردتي أيتها الأشواق
أيتها الخلايا الفاتكه
وارسمي على وجنتيّ
دموعيَ الحارقة ..
ولا تنتظري منّي
ردود الأوجاع البائسة
ولا تساقط الأوراق اليابسة..
فإنني لموجوعة ساكنه
وإنني لعصفورة
من شلل الأجنحة خائفه ..
مزقّي ما أردت
واسكبي على صبري
أملاح المياة اللادغه..
فلن تهزميني
ياحماقات الألم ..
عن عزم الوصول
وهيبات الفصول
التي عـَزفتها
بقُبل الأمل وشعر الأدب..
لحنها فجرّني يا عاشقي
أبكتني عيون العاشقين
بين كلمات تناهيدها..
مزقتني التِفافات حسّها
أغمضتها تلك عيناي
التي تحبها !
تلك التي دونك
لا شيء يلوّنها ..
أغمضتها عمداّ
وجرّحتني أشواك
رمشها ..
تلك التي لم تعد
ناعمة من جفاف شوقها !
جعلتها تمضي باحثة
عن خيوط وصلها ..
فبعد انهدارات
الصمت على دمعها ..
بجنونية الوحشية
على ربيع شهدها ..
آلى أن صَعَقَتها ، لَذَعَتها
صيحات بحّتك
كخريفٍ ، ناداك
في غفوة نهشها ..
فتشبثت بك
أعماق الفؤاد عندها..
أخجلت دمعتي يا عاشقي
رَحّلت أجزائها
وشددت رباط حبك
على بقية تقلصاتها ..
أنصفت كفاح المشاعر
من فكر شيطانٍ
تسلّل إلى شوق ليلها ..
عبر سهوات الزلزلة
تلك التي على الدوام
تفضح غيبات حرفها ..
عندما أوقظك على قُبلٍ في منام
وأنسجك من خرزٍ ملوّنٍ
على هيئة عصفور فريد
وأسترق النظر لتميّزك الغريب..
من ثم أستسلم لصوتك
يرسمني في قفص
مع تغريده المزيج ..
ويأسرني بين سياج
الماس وخيوط الحرير
ونتبادل الأدوار
مرّة أُغنيك عن الرسم
ومرّة تُغنيني عن الأسر ..
هكذا دامت أحوالنا
لتقترب مسافاتنا
نعيش كلانا على حبال
تُراقصنا ، تُبعثرنا
وها هو الأهم عندنا .,
تخطّينا مع تحدّينا
عتبات أبوابنا المغلقة
وصَهرنا أسياجنا المدبّبة
وربطنا الخيال بالواقع
وفجّرنا ألحاننا المُكبَته ..
عندما تعاهدنا
على أن لآ يكون
بيننا أعماق مهدّده
بــِ امتلاء التشاؤمات المذبذبه..
كدت أن أُسقط مجاديف الجميل
من قارب المضيّ في نفسي ..
وأغرقُ الآلام مع السئم
وغضب جوارحي
من الأمس إلى اليوم..
وأُُرمي بدفاتر الذكرى
عُوداً من السجائر
وسموماً من النفط ..
وأخسر ما أحبّه في ذاتي
في عمقي ..
حتى صرخت أشياءاً
تكاد تُدمنني من بداية
الصغر والإقتحام بالنضج ..
فوجدت من وعود الذات
للعقل والجسد ..
قلم الليلك في حسّي
وتوليب الآتي في فكري
ويقين الإيمان في نَفَسي
وطموح الأبعاد في جهدي
ومتانة الحبل في صبري
وصراحة الواثق في طبعي..
وسمعت صرخاتك المُدوية
من صميم فؤادك
حتى مسقط الهمس ..
وعُدت حينها
كمزاجية الحرف
في انحدارات الشوق
وكصفير الريح
مرّة في العَتَب
وتارّة في الغزل ..
ففي لحظتها
لجأت إليك قبل إلّي
و دُمت أكررها
ألجأ إليك قبل إلّي
وقيودي تلك التي
بين نبض يديك
لن أحررها ، لن أحررها ..
عادةً يا صاحبي
لا نستطيع إمحاء خواطرنا
من بين أضلعنا ،،
عادةً يا رفيقي
لا نستطيع مهما كانت
رفاتاً أوجاعها ، وأربطتها ..
مهما كانت منهمكة ، منهارة
مهما كانت ناجية بالعجب
من بين أسقف النجاة..
عادةً يا حبيبي
لا نستطيع إبدالها
لا بنجوم البريق
ولا حتّى بريح مارق
عتيد أو رقيق..
عادةً وَأعترف ما استطعت
ما استطعت
عادةً وآآه حبيبي
وما أنت استطعت ..
لهذا نحن مُدمجَين
لهذا نحن مُنمقَّين
لأننا عادةً على حدّ سواء
وحتى حدود الّلآ حدود
لعبير الزهر
وشهيق الفضاء
نحن مُتشابهين
كعادة التوائم
في آرحام النساء..