لا تجعلني أتمتم بك
في نسيمات الصباح وأمنيات المساء..
كمختليّن الغرام
احتبس بأنفاس
همساتك وأوردتك
وأبجدية الغزل وهذيان الكلمات..
ومن ثم في نداء اللهفة
وحنين اليقظة
والمنامات ..
وفي مُنية
اختلس إلى بقاع
تفاصيلك ..
وتُدميني لقربك
كل الشخصيات..
لا تجعلني ألملم بقايا
الدموع التي ذُرفت
حسداً للأرض
التي تتابعك
ومافيها من متسوّلين
وكائنات..
ووحيدةً تُبقيني
في يُتم التخيلّات..
لا تجعلني كتلك الرويات
أهيم وأهيم حدّ المسكرات
وأحتضن الوسادات
وأشتم الأطياب
في طيات أعذب الأمسيات ..
فها أنا يا وسيمي
أحترق بجميع ماتمنيته..
وبأعمق مما تخيلته ..
ها أنا أدمنت
جميع جرعات التنهدات ..
واختبئت في ظلّ أحلامنا
آملة باقتراب
مواعيد استيقاظ زهورنا
وتنفيذ جنون المعجزات ..
شَكَوتُك للأمل ولم أزل
أنحت على غصنك فوضى الأزل
أرتكب الأفراح والأحزان
وأنفاس الضجيج والخجـــل
أستريح على كتفيك كالرضيع
كالحسناء التائهة
في مسافات الحزن
ومشقّة البحار والرُّحَل ..
لا تنوح ولا تبوح
تشكو السماء وغيب الأعوام
تناجي الأماني
عبر رسائل الطيف
ومَلَك الفرج والمحن
تنتظر الوعود
في مطارات البحور
بين تفاوتات الوصولِ ..
إمرأتك مقدامة إليك
غائصة في أشواق عينيك
تُهذي بأفعال الجنون
تستنبط كلمات الشجون
من عبقك والفنون
وتدندن غنوات المساء
من ارتجالات
عشقك والهموم
وشِعرها الغزلّي ، المكنون لك
نقّح بشجنك والهجوم
وعلى حالها اليومي
عاشقة السندباد المتفاني
لا يريحها ركود الموانئ
ولا حفيف الشجر
الموزون كزهور المدن
و انسجام القوافي ..
ولا يعيدها في ليلها
لصواب الفؤاد
سوى ألحان عزفها
على أوتار حسكّ وحسّها
ذلك المشحون
بمعانـي التضحية
وتنهدّات الجمال
وموجات الغزل
في الهيام ..